As-Silah bayna Aqidah Wahdat al-Wujud wa Falasafa at-Ta-ifa al-Kawniya

لم يلق دعاة وحدة الوجود عناء في غزو المجتمع الغربي، لا سيما بعد إقناعهم أن وحدة الوجود هي سبيلهم لملئ الفراغ الروحي الذي يحياه الغرب، و العلاج الأمثل لما يترتب على هذا الفراغ من معاناة الملل و الإكتئاب الذي يؤول ببعضهم إلى الإنتحار.

و لقد أدرك أصحاب الطاقة الكونية أنها لن تحظى في العالم الإسلامي المتشبع بالمعاني الإيمانية و الأخلاقية و المتمتع بقوة العقيدة بما حظيت به من القبول لدى الغربيين إن هم صرحوا بما تنطوي عليه من القول  بوحدة الوجود؛ فاحتالوا لذلك، و غلفوا تلك العقيدة بغلاف إسلامي قبل أن يقدموها للمسلمين في ندواتهم و مؤتمراتهم و مؤلفاتهم، معتمدين في ذلك على التلاعب بالألفاظ؛ فبينما يقال للغربي: "أنت خالق" يقال للمسلم: "أنت مبدع".

كما استغلوا أعباء الحياة من فقر و مرض و تطلع لحياة أفضل لإقناع العامة بتطبيق تلك العقيدة في حياتهم اليومية؛ فَصَوَّروا لهم أن الخلاص من المرض و الحزن و الملل يتحقق بممارسة اليوغا و تطبيقاتها و ترانيمها، و أن امتلاك الثروة و السلطة و الصحة يتحقق بتطبيق قانون الجذب، و على نفس النمط من الخداع صمموا أهمية البرمجة اللغوية، و التأمل بأنواعه، و غيرها من تطبيقات الطاقة الكونية.

و من ثم جاء هذا الكتاب لبحث الصلة بين عقيدة وحدة الوجود و فلسفة الطاقة الكونية؛ و ذلك ببيان حقيقة كل منهما، و تتبع جذورهما، و الوقوف على مظاهر وحدة الوجود في مراكز و مؤلفات و تطبيقات الطاقة الكونية، ومناقشة الأصول التي بنى عليها فلاسفة الطاقة الكونية القول بوحدة الوجود؛ ليقف القارئ على حقيقة ما يقدمه أصحاب الطاقة الكونية من عقائد وثنية، و تطبيقات قد توقع ممارسيها في البدع و الشرك.